فصل: في رياض آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



إن الكفاح تطو ل أيامه ولياليه. فإذا جاءت النتيجة المنتظرة كانت ذكريات الماضي كأنها لحظات. كما قال الشاعر: كأنك لم تسبق من الدهر ليلة إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار}. هذا الذي ذكر كله {بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}؟. اهـ.

.في رياض آيات السورة الكريمة:

.تفسير الآيات (1- 3):

قوله تعالى: {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
سورة الأحقاف:
(بسم الله) الذي لا يذل من والى ولا يعز من عادى (الرحمن) الذي سبقت رحمته غضبه بزواجر الإنذار (الرحيم) الذي يخص حزبه بعمل الأبرار للفوز في دار القرار بدخول الجنة والنجاة من النار.
{حم} حكمة محمد- صلى الله عليه وسلم- التي هي النهاية في الصواب والسداد أحكمها الذي أحاطت قدرته فهولا يخلف الميعاد.
ولما بنيت الجاثية على النظر في آيات الخافقين خطابًا لأهل الآيمان استدلالًا على يوم الفصل المدلو ل عليه في الدخان بآية {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} [الأنبياء: 16] والتي بعدها. فأنتجت العلم بأن الكبرياء لخالقهما بما يشاهد من قهره للملوك فمن سواهم بالموت وما دونه من غير مبالاة بأحد وبينت- بما أفهمه الملك والكبرياء والحكمة لأن عادة من كان بهذا الوصف ألا يكون كلامه إلا بحسب الحاجة- أن الكتاب منزل نجومًا لبيان ما يحاولون به مدحض لحجتهم هادم لعزتهم بحكمته وعزته. فثبت الحشر وحق النشر. وختم بصفتي العزة والحكمة. ذكر بما ثبت من ذلك كله تأكيدًا لأمر البعث وتحقيقًا لليوم الآخر على وجه مبين أن الخلق كله آيات وحكم واعتبارات لأنه أثبت أنه كله حق. ونفى عنه كل باطل. فقال خطابًا لأهل الأوثان من سائر الأديان الصابية والمجوس وغيرهم الذين افتتحت السورة بهم وختمت بالفسق الجامع لهم الموجب لكفرهم: {تنزيل الكتاب} أي الجامع لجميع الخيرات بالتدريج على حسب المصالح {من الله} أي الجبار المتكبر المختص بصفات الكمال الذي هو الحمد بما دلت عليه ربوبيته. وختم بقوله: {العزيز الحكيم} تقريرًا لأنه لم يضع شيئًا إلا في أوفق محاله. وأنه الخالق للشر كما أنه الخالق للخير و لجميع الأفعال وأنه يعز أولياءه ويذل أعداءه ويحكم أمر دينه فيظهره على الدين كله من غير أن يقدر أحد على معارضته في شيء منه فصارت آية الجاثية مقدمة لهذه وهذه نتيجة.
ولما ثبت في الجاثية مضمون قوله تعالى في الدخان: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} بما ذكر فيهما من الآيات والمنافع والحكم. أثبت هنا مضمون ما بعد ذلك بزيادة الأجل فقال دالًا على عزته وحكمته: {ما خلقنا} أي على ما لنا من العظمة الموجبة للتفرد بالكبرياء {السماوات والأرض} على ما فيهما من الآيات التي فصل بعضها في الجاثية.
ولما كان من المقاصد هنا الرد على المجوس وغيرهم ممن ثبت خلقًا لغير الله قال: {وما بينهما} أي من الهواء المشحون بالمنافع وكل خير وكل شر من أفعال العباد وغيرهم. وقال ابن برجان في تفسيره: جميع الوجود أوله وآخِره نسخة لأم الكتاب والسماوات والأرض إشارة إلى بعض الوجود. وبعضه يعطي من الدلالة على المطلوب ما يعطيه الكل بوجه ما. غير أن علا أصح دلالة وأقرب شهادة وأبين إشارة. وما صغر من الموجودات دلالته مجملة يحتاج المستعرض فيه إلى التثبت وتدقيق النظر والبحث- انتهى.
{إلا بالحق} أي الأمر الثابت من القدرة التامة والتصرف المطلق. فخلق الباطل بالحق لأنه تصرف في ملكه الذي لا شائبة لغيره فيه للابتلاء والاختبار للمجازاة بالعدل والمن بالفضل إلى غير ذلك من الحكم التي لا يعلمها سواه. وفي خلق ذلك على هذا الوجه أعظم دلالة على وجود الحق سبحانه. وأنه واحد لا شريك له. ودل على قهره بقوله: {وأجل مسمى} أي لبعث الناس إلى دار القرار لفصل أهل الجنة من أهل النار. وفناء الخافقين وما نشأ عنهما من الليل والنهار.
ولما كان التقدير: وأمرنا الناس بالعمل في ذلك الأجل بطاعتنا ووعدناهم عليها جنان النعيم. فالذين آمنوا على ما أنذروا مقبلون. ومن غوائله مشفقون. فهم بطاعتنا عاملون. عطف عليه من السياق له من قوله: {والذين كفروا} أي ستروا من أعلام الدلائل ما لوخلوا أنفسهم وما فطرناها عليه لعلموه فهم لذلك {عما أنذروا} ممن هم عارفون بأن إنذاره لا يتخلف {معرضون} ومن غوائله امنون. فهم بما يغضبنا فاعلون. شهدت عندهم شواهد الوجود فما سمعوا لها ولا أصغوا إليها وأنذرتهم الرسل والكتب من عند الله فأعرضوا عنها واشمأزوا منها. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{لتنذر} على الخطاب: أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وسهل ويعقوب. الباقون: على الغيبة. والضمير للكتاب {إحسانًا}: حمزة وعلي وخلف وعاصم. الباقون: {حسنًا} {كرهًا} في الموضعين بالفتح: أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وجبلة وهشام. الباقون: بالضم وفصله يعقوب. الآخرون {وفصاله} {أوزعني أن} بالفتح: إبن كثير غير القوّاس والنجاري عن ورش وقالون غير الحلواني {نتقبل} بالنون {أحسن} بالنصب {ونتجاوز} بالنون: حمزة وعلي وخلف وحفص. الآخرون بياء الغيبة مبنيًا للمفعول في الفعلين {أحسن} بالرفع {أف} بالكسر والتنوين: أبو جعفر ونافع وحفص والمفضل. وقرأ ابن كثير بالفتح من غير تنوين. الباقون: بالكسر ولا تنوين {أتعدانني أن} بفتح الياء: أبو جعفر ونافع وقرأ هشام مدغمة النون {وليوفيهم} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب وعاصم. الباقون: بالنون {أءذهبتم} بتحقيق الهمزتين: ابن ذكوان {اذهبتم} بالمدّ: ابن كثير ويزيد وسهل ويعقوب وهشام. الباقون: بهمزة واحدة.

.الوقوف:

{حم} o كوفي {الحكيم} o {مسمى} ط {معرضون} o {السموات} o لأنتهاء الاستفهام إلى الخطاب {صادقين} o {غافلون} o {كافرين} o {مبين} o لأن (أم) تتضمن استفهام إنكار {افتراه} ط {شيئًا} ط {فيه} ط {وبينكم} ط {الرحيم} o {بكم} ط {مبين} o ط {واستكبرتم} ط {الظالمين} o {إليه} ط {قديم} o {ورحمة} ط {للمحسنين} o {يحزنون} o {فيها} ج لأن {جزاء} يصلح مفعولا له ومفعول فعل محذوف أي يجزون جزاء {يعملون} o {إحسانًا} ط {ووضعته كرهًا} ط {شهرًا} ط {سنة} لا لأن ما بعده جواب (إذا) {ذرّيتي} ط للابتداء بإن مع اتحاد الكلام {المسلمين} o {الجنة} ط لأن التقدير وعد لله وعدًا صدقًا وهو مصدر مؤكد لأن قوله: {نتقبل} في معنى الوعد {يوعدون} o {الأولين} o {والأنس} ط {خاسرين} o {عملوا} ج لأن الواوتكون مقحمة ويتصل اللام بما قبله وقد يكون المعلل محذوفًا كأنه قيل: وليوفيهم أعمالهم قدّر جزاءهم على مقادير أعمالهم {لا يظلمون} o ط لتقدير القول وهو العامل في يوم {بها} ج لابتداء التهديد مع الفاء {تفسقون} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)}.
اعلم أن نظم أول هذه السورة كنظم أول سورة الجاثية. وقد ذكرنا ما فيه.
وأما قوله: {مَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بالحق} فهذا يدل على إثبات الإله بهذا العالم. ويدل على أن ذلك الإله يجب أن يكون عادلًا رحيمًا بعباده. ناظرًا لهم محسنًا إليهم. ويدل على أن القيامة حق.
أما المطلب الأول: وهو إثبات الإله بهذا العالم. وذلك لأن الخلق عبارة عن التقدير. وآثار التقدير ظاهرة في السموات والأرض من الوجوه العشرة المذكورة في سورة الأنعام. وقد بينا أن تلك الوجوه تدل على وجود الإله القادر المختار.
وأما المطلب الثاني: وهو إثبات أن إله العالم عادل رحيم فيدل عليه قوله تعالى: {إِلاَّ بالحق} لأن قوله: {إِلاَّ بالحق} معناه إلا لأجل الفضل والرحمة والإحسان. وأن الإله يجب أن يكون فضله زائدًا وأن يكون إحسانه راجحًا. وأن يكون وصو ل المنافع منه إلى المحتاجين أكثر من وصو ل المضار إليهم. قال الجبائي هذا يدل على أن كل ما بين السموات والأرض من القبائح فهو ليس من خلقه بل هو من أفعال عباده. وإلا لزم أن يكون خالقًا لكل باطل. وذلك ينافي قوله: {مَا خلقناهما إِلاَّ بالحق} [الدخان: 39] أجاب أصحابنا وقالوا: خلق الباطل غير. والخلق بالباطل غير. فنحن نقول إنه هو الذي خلق الباطل إلا أنه خلق ذلك الباطل بالحق لأن ذلك تصرف من الله تعالى في ملك نفسه وتصرف المالك في ملك نفسه يكون بالحق لا بالباطل. قالوا والذي يقرر ما ذكرناه أن قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا} يدل على كونه تعالى خالقًا لكل أعمال العباد. لأن أعمال العباد من جملة ما بين السموات والأرض. فوجب كونها مخلوقة لله تعالى و وقوع التعارض في الآية الواحدة محال فلم يبق إلا أن يكون المراد ما ذكرناه فإن قالوا أفعال العباد أعراض. والأعراض لا توصف بأنها حاصلة بين السماوات والأرض. فنقول فعلى هذا التقدير سقط ما ذكرتموه من الاستدلال والله أعلم.
وأما المطلب الثالث: فهودلالة الآية على صحة القول بالبعث والقيامة. وتقريره أنه لو لم توجد القيامة لتعطل استيفاء حقوق المظلومين من الظالمين. و لتعطل توفية الثواب على المطيعين وتوفية العقاب على الكافرين وذلك يمنع من القول بأنه تعالى خلق السموات والأرض وما بينها لابالحق.
وأما قوله تعالى: {وَأَجَلٍ مُّسَمّىً} فالمراد أنه ما خلق هذه الأشيئاء إلا بالحق وإلا لأجل مسمى وهذا يدل على أن إله العالم ما خلق هذا العالم ليبقى مخلدًا سرمدًا. بل إنما خلقه ليكون دارًا للعمل. ثم إنه سبحانه يفنيه ثم يعيده. فيقع الجزاء في الدار الآخرة. فعلى هذا الأجل المسمى هو الوقت الذي عينه الله تعالى لإفناء الدنيا.
ثم قال تعالى: {والذين كَفَرُواْ عَمَّا أُنذِرُواْ مُعْرِضُونَ} والمراد أن مع نصب الله تعالى هذه الدلائل ومع إرسال الرسل وإنزال الكتب ومع مواظبة الرسل على الترغيب والترهيب والإعذار والإنذار. بقي هؤلاء الكفار معرضين عن هذه الدلائل غير ملتفتين إليها. وهذا يدل على وجوب النظر والاستدلال. وعلى أن الإعراض عن الدليل مذموم في الدين والدنيا. اهـ.

.قال الألوسي:

{حم تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم}.
الكلام فيه كالذي تقدم في مطلع السورة السابقة.
{مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3)}.
{مَا خَلَقْنَا السموات والأرض} بما فيهما من حيث الجزئية منهما ومن حيث الاستقرار فيهما {وَمَا بَيْنَهُمَا} من المخلوقات {إِلاَّ بالحق} استثناء مفرع من أعم المفاعيل أي إلا خلقًا ملتبسًا بالحق الذي تقتضيه الحكمة التكوينية والتشريعية. وفيه من الدلالة على وجود الصانع وصفات كماله وابتناء أفعاله على حكم بالغة وانتهائها إلى غايات جليلة ما لا يخفى. وجوز كونه مفرغًا من أعم الأحوال من فاعل {خَلَقْنَا} أو من مفعوله أي ما خلقناها في حال من الأحوال إلا حال ملابستنا بالحق أو حال ملابستها به {وَأَجَلٌ مُّسَمًّى} عطف على {الحق} بتقدير مضاف أي وبتقدير أجل مسمى. وقدر لأن الخلق إنما يلتبس به لا بالأجل نفسه والمراد بهذا الأجل كما قال ابن عباس يوم القيامة فإنه ينتهي إليه أمور الكل وتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار. وقيل: مدة البقاء المقدر لكل واحد. ويؤيد الأول قوله تعالى: {والذين كَفَرُواْ عَمَّا أُنذِرُواْ مُعْرِضُونَ} فإن ما أنذروه يوم القيامة وما فيه من الطامة التامة والأهوال العامة لا آخر أعمارهم.
وجوز كون {مَا} مصدرية أي عن إنذارهم بذلك الوقت على إضافة المصدر إلى مفعوله الأول القائم مقام الفاعل. والجملة حالية أي ما خلقنا الخلق إلا بالحق وتقدير الأجل الذي يجازون عنده والحال أنهم غير مؤمنين به معرضون عنه غير مستعدين لحلو له. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {حم تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم}.
قد قدمنا الكلام على الحروف المقطعة. في أول سورة هود. وقدمنا الكلام على قوله تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم في أول سورة الزمر.
قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بالحق وَأَجَلٍ مُّسَمًى}.
صيغة الجمع في قوله: خلقنا للتعظيم.
وقوله: إلا بالحق أي خلقا ملتبسًا بالحق.
والحق ضد الباطل. ومعنى كون خلقه للسماوات والأرض متلبسًا بالحق أنه خلقهما لحكم باهر. ولم يخلقهما باطلًا. ولا عبثًا. ولا لعبًا. فمن الحق الذي كان خلقهما متلبسًا به. إقامة البرهان. على أنه هو الواحد المعبود وحده جل وعلا. كما أوضح ذلك في آيات كثيرة لا تكاد تحصيها في المصحف الكريم كقوله تعالى في البقرة: {وإلهكم إله وَاحِدٌ لاَّ إله إِلاَّ هو الرحمن الرحيم} [البقرة: 163] ثم أقام البرهان على أنه هو الإله الواحد بقوله بعده: {إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تَجْرِي فِي البحر بِمَا يَنفَعُ الناس وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السماء مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرياح والسحاب المسخر بَيْنَ السماء والأرض لآيات لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 164].
فتلبس خلقه للسماوات والأرض بالحق واضح جدًّا. من قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض} [البقرة: 164] إلى قوله: {لآيات لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون} [البقرة: 164] بعد قوله: {وإلهكم إله وَاحِدٌ لاَّ إله إِلاَّ هو} [البقرة: 163] لأن إقامة البرهان القاطع على صحة معنى لا إله إلا الله هو أعظم الحق.
وكقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الناس اعبدوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُمْ والذين مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21] {الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشًا والسماء بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 22]. لأن قوله: {اعبدوا رَبَّكُم} فيه معنى الإثبات من لا إله إلا الله.
وقوله: {فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} يتضمن معنى النفي منها على أكمل وجه وأتمه.
وقد أقام الله جل وعلا البرهان القاطع. على صحة معنى لا إله إلا الله. نفيًا وإثباتًا. بخلقه للسماوات والأرض. وما بينهما في قوله: {الذي خَلَقَكُمْ والذين مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشًا والسماء بِنَاء} [البقرة: 21- 22] الآية.